بسم الله الرحمن الرحيم
ذكرت فى التدوينة السابقة بعض الأخطاء التى حدثت من الجانب الثورى ادى الى عدم تحقيق اغلب مطالب الثورة وسأكمل باقى الاخطاء فى هذا المقال بإذن الله.
توقفت فى المرة السابقة عند خطأ عدم توحد الجبهه الثورة فى ظل دخولنا على انتخابات برلمانية وبالفعل كان احدى الاخطاء الفاصلة فى تاريخ الثورة لانه اتاح لفصيل سياسى وهو التيار الدينى بالاسحواذ على الاغلبيه فى ظل وجود شعبيه عريضه لهم _ لايستطيع احد ان يلومهم على ذلك اوعلى تنظيمهم _ لها اسبابها ذكرتها سابقا واتاح ايضا دخول عدد ليس بالقليل من بقايا الحزب الوطنى اما عن طريق نظام القوائم باستخدامهم الاحزاب الجديدة التى قاموا بتأسيسها اوعن طريق مقاعد المستقلين (الثلث الفردى) ويرجع السبب لشعبيتهم الكبيرة التى تكونت اثناء نظام المخلوع باستغلالهم الحالة الاجتماعيه السيئة لطبقة كبيرة فى المجتمع وشراء اصواتهم _ تلك كانت سياسة النظام الفاسد التى تعتمد على الرشاوى والمحسوبية و.....إلخ _ ولاننسى مساعدة تنظيم امن الدولة والشرطة لهم للانتقام من الثورة واعادة النظام مرة اخرى واستعادة كرامتهم التى كسرت يوم 28 يناير.
بعد فوز الاخوان بالاكثريه البرلمانية المتوقعة _ وليست اغلبية _ وتكوين تحالف مع حزب الوفد والتيار السلفى متمثل بحزب النور ليصبحوا اغلبية داخل البرلمان تتحكم فى باقى الاحزاب والاعضاء لرغبتهم فى قيادة المشهد السياسى _ وزى ماقولت اللى يلعب لوحده يقع _ وتطبيق شرع الله الذى لم تطبقه القوى المدنية الاخرى كما يظنون وايضا للتحكم فى اختيار اللجنة التأسيسة طبقا للاعلان الدستورى لوضع دستور يسعوا من خلاله لتطبيق شرع الله ايضا وكأن الثورة قامت لهذا المطلب الوحيد التى لم تنادى به الثورة وهنا بدات قصة البرلمان فى تحوله من برلمان الثورة الذى يسعى لتحقيق مطالبها الى برلمان الاغلبية الذى يسعى الى تطبيق شرع الله و تشوية صورة باقى اعضاء البرلمان المعارض لهم فى الافكار ولكنهم جميعا محسوبين ضمن الجبهه الثورية.
(لو تلاحظوا معايا ان اللى حصل هو استمرار لعملية التخوين والتفريق اللى اتكلمت عليها فى التدوينه اللى فاتت _ ماعلينا )
وبدأ البرلمان بمعارك بين القوى الثوريه وبعضها وانشغالهم بذلك عن مايفعله المجلس العسكرى من تخطيط لاجهاض الثورة بمساعدة بقايا النظام والاعلام الموجهه ولا استبعد ان تلك المعارك التى استدرجت القوى الثورية من تخطيط العسكرى ايضا.
هناك خطأ وقع به الاخوان تحديدا نظرا انهم من كانوا يقودا تلك المرحله من جانب الثورة وهى اتباعهم لسياسة (مسايسة العسكرى) اوبالبلدى اتمسكن لحد ما اتمكن..فى وقت كانت الثورة اقوى من المجلس العسكرى وكان ينقصها فقط المزيد من الحزم والحسم والضغط الشعبى لانتصارها فى وقت قياسى ولكن اتباع الاخوان لتلك السياسة اعطى فرصه كبيرة للعسكرى بزيادة قوته وشعبيته.
هناك خطأ لا مبرر له من جانب الثوار والشباب والقوى الثورية التى لم يحالفها الحظ فى دخول البرلمان او التى لم تترشح للبرلمان منذ بدايته وهو عدم نزولهم الى الشارع ونشر الفكر الثورى وايضاح فساد كل من النظام السابق والمجلس العسكرى وتوعية الناس عن مطالب الثورة وجذبهم لصف الثورة ومن وجهة نظرى انها خطوة كانت لابد منها لمواجهة الاعلام الموجهه وافساد مخططات الثورة المضادة...ولكن انشغلوا بمتابعة المعارك البرلمانية الثورية ومايفعلة المجلس العسكرى والسخرية منهما والنزول كل يوم جمعة للميدان بدون جدوى بل كان اضرار النزول اكثر من نفعها فى ذلك الوقت.
اكتفى بذلك موضحا ماذا اقصد من الفقرة الاخيرة وباقى الأخطاء فى التدوينة القادمه :).. بإذن الله
الثورة ستنتصر.......