بسم الله الرحمن الرحيم
فى بداية تجربتى فى كتابة اول تدوينة لى فى حياتى احب أبارك لنفسى ولكل الناس على انتصار الثورة ولو بنسبة 10% بتتمثل فى فوز الدكتور محمد المرسى برئاسة الجمهورية وهزيمة مرشح النظام السابق شفيق وفلوله ولكى نحقق اهداف الثورة ونستطيع ان نصل بنسبة نجاحها الى اكثر من 90% ان شاء الله لابد من معرفة اخطائنا فى الفترة السابقة حتى نتجنبها فى المرحلة القادمة.
اول اخطائنا كانت تركنا لميدان التحرير بعد تنحى المخلوع ظنا بنا ان الثورة انتصرت بإسقاط رأس النظام وغياب عقلنا فى اصعب فترة فى اى ثورة بالعالم واستسلامنا لحالة الفرح المبررة _مش المبررة بتاعت شفيق _ وذهب كل منا الى ماكان يشتغل به قبل الثورة بجانب تصديق الحملة الاعلامية المضادة للثورة عندما قامت باقناع الشعب بان الثورة نجحت ولابد من ترك الميدان حتى لانعطل العجلة الصاروخية للانتاج واستشهدت بقول الشيخ الامام العظيم محمد متولى الشعراوى _رحمه الله_ (ان الثائر الحق هو الذى يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبنى الامجاد) وكنا فى ذلك الوقت فى بداية هدمنا للفساد ولم يحن وقت الهدوء والبناء.
اذكر ايضا من الأخطاء استدراجنا لحالة التخوين والتفرق التى قادها بقايا النظام الفاسد والاعلام الحكومى الموجهه وبعض القنوات الخاصة التابعة لنفس النظام وكل ذلك تم فى حماية وتوجيهات المجلس العسكرى ..وكان من اهم الاشياء التى ساعدت على انجاح تلك الحالة هى دخول الاخوان والسلفيين_التيار الدينى_(وهم ضمن جبهة الثورة) فى تلك الخطة اللعينه بشحنهم الدينى ضد من يخالفهم فى الاراء والتوجهات الفكرية السياسية (كالليبراليون والاشتركيون وغيرهم وهم من ضمن الجبهة الثورية ايضا) عن طريق تكفيرهم وتخوينهم واتهامهم بانهم عملاء لدول اجنبية والمزايده على وطنيتهم وبدأ ذلك فى ايام استفتاء النكسة (19 مارس) وكانت تلك بداية تفتيت الثورة واجهاضها وانشغالنا فى تلك الحالة الغير مجدية وقدمنا فرصة ممتازة للنظام السابق ومن معه لترتيب اوراقهم والتخطيط المحكم للثورة المضادة ..وانى ارى حتى الان ان هذا الخطأ هو السبب الرئيسى فى عدم تحقيق الثورة لاهدافها.
من اكبر الاخطاء ايضا من وجهة نظرى هى عندما تخلينا عن مطلب الدستور اولا فلا يوجد اى شخص يريد ان يسكن بشقة جديدة بدون كتابة عقد ايجار مع المالك ليحفظ كل منهما حقوقه عند الاخر..ثم قيام انتخابات رئاسية ثم برلمان_ولكن نحن نختلف عن الاخرون_ فانقسمت الثورة الى نصفين نصف مع الدستور اولا والاخر مع البرلمان اولا طبقا للاعلان الدستورى وتضامنا مع المجلس العسكرى _فكان وقتها تحالف بين التيار الدينى والعسكر ضد كل من هو علمانى او ليبرالى او اشتراكى او يسارى كافر وهى نتجية طبيعية لعملية التخوين والتفريق السابقة_ فرجحت كفة من هو موافق على البرلمان اولا.
ايضا من مسلسل الاخطاء التى اعطت فرص سانحة للمجلس العسكرى والفلول لاستغلالها ضد الثورة والثوار هى عدم توحد الجبهة الثورية تحت راية اوحركة اوجمعية واحده اوحزب سياسى واحد لممارسة النشاط السياسى القانونى فى ظل اقترابنا على الدخول فى انتخابات برلمانية ورغبة فى تكوين برلمان يعبر عن الثورة كلها وليس فصيل معين..فالبرلمان كان معروف انه سيقوم بوضع اساس الحياة المستقبلية الديموقرطية العادلة التى تكفل حياة اجتماعية كريمة للفرد وهو الدستور (عن طريق انتخاب جمعية تأسيسية بها جميع اطياف الشعب المصرى لتضعه) ولكن كنا منشغلين بالتخوين والتفريق وتحلينا بالعناد الثورى فى الاستمرار فى ذلك مما سهل على القوى السياسية التى تتمتع بشعبية كبيرة السيطرة واقتناص نسبة الاغلبية به نظرا لنشاطهم الاجتماعى السابق وتحملهم لكثير من التعذيب والاعتقالات والحبس فى السجون والظلم ايام النظام السابق وايضا التوجه الدينى الواضح لهم _ ونحن شعب محب للدين بالفطره_ وهنا كانت بداية لعب التيار الدينى بمفرده فى الحياة السياسية (واللى يلعب لوحده يخسر) معتمدا على شعبيته وتخوينه للقوة الثورية الأخرى وقيامة بصفقات سياسية مع العسكرى ظنا منهم ان المجلس العسكرى سيلتزم بتنفيذ تلك الصفقات وأربأ بالتيار الدينى ان كراسى السلطه اغوتهم بهدف تطبيق شرع الله الذى يعرفه الجميع وتطبقه الأغلبية ولم يكن ضمن مطالب الثورة السياسية.
اتوقف عن الكتابة واكتفى بهذا القدر منعا للاطالة واستكمل باقى الاخطاء فى التدوينة القادمة..بإذن الله
الثورة ستنتصر....
No comments:
Post a Comment